استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق

استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق

مقال : محمد حسين العبوسي / مدافع عن حقوق الانسان و رئيس منظمة الشباب العربي


أثار إعلان وزارة الخارجية الدنماركية عن إغلاق سفارتها في بغداد وسحب غالبية قواتها في التحالف الدولي من العراق استغرابًا واستياءًا بين المواطنين العراقيين. هذا الإجراء الذي يأتي بعد انتهاء المهمة الرئيسية للسفارة وتقليص الوجود العسكري الدنماركي في البلاد، يعتبره العديد من المواطنين خطوة غير مفهومة وقد يثير بعض التساؤلات حول التعاون الدبلوماسي والعسكري بين البلدين.


تعد السفارات من الهياكل الدبلوماسية الرئيسية للدول في الخارج، حيث تلعب دورًا حيويًا في تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة بين الدول. وبالنظر إلى هذا الدور الهام، لم يكن من الغريب أن يثير إعلان إغلاق السفارة الدنماركية في العراق انزعاج المواطنين ويثير بعض التساؤلات حول العلاقات الثنائية بين البلدين.

تعتبر الدنمارك من الدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي دعم العراق في معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقد قامت الدنمارك بتأسيس سفارتها في بغداد في عام 2020 لدعم القيادة الدنماركية والمساهمة في مهمة الناتو في العراق. ومع انتهاء القيادة الدنماركية على المهمة في عام 2022، تقلص الوجود العسكري الدنماركي في البلاد، مما أدى في النهاية إلى إغلاق السفارة بداية من مايو 2024.

من جانب المواطنين العراقيين، فإن هذا القرار يثير استغرابهم وانزعاجهم، خاصة في ظل الحاجة المستمرة للدعم الدولي في إعادة إعمار البلاد وتحقيق الاستقرار. فالسفارة الدنماركية كانت تعتبر رمزًا للتعاون الثنائي والدعم الدبلوماسي والعسكري، وإغلاقها يمكن أن يفسر بأنه نقص في الدعم الدولي أو انحسار الاهتمام بالأوضاع في العراق.

من المهم أن يشعر المواطنون العراقيون بأن الدول الداعمة للعراق لا تزال تتولي اهتمامًا بالتحديات التي يواجهونها وتلتزم بدعم استقرار البلاد. ولذلك، ينبغي على الحكومة الدنماركية أن توضح أسباب إغلاق السفارة وتطمئن المواطنين بشأن استمرار التعاون والدعم من قبل الدنمارك في المستقبل.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم تعزيز التواصل والشفافية بين السفارات والمواطنين لتفادي حدوث الارتباك والاستغراب في المستقبل. يجب على الحكومات أن توضح أهداف سياساتها وقراراتها الدبلوماسية للمواطنين، وأن تعمل على تعزيز الفهم المتبادل والثقة بين البلدين.

ختامًا، يعكس استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق اهتمامهم بالتعاون الدولي والدعم الخارجي، ويعطي إشارة للحكومات بضرورة التواصل الفعال والشفافية في سياساتها الدبلوماسية. إن توضيح الأسباب وضمان استمرار الدعم والتعاون هو أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة والتفاهم بين الشعبين وتعزيز العلاقات الثنائية على المدى الطويل.

اعلن على موقع بصراوي

عن محمد حسين العبوسي

محمد حسين العبوسي رئيس منظمة الشباب العربي ومدافع عن حقوق الانسان

شاهد أيضاً

كانط في المقهى يكشف بيتر مولن الأسرار الشخصية للفلاسفة

كانط في المقهى يكشف بيتر مولن الأسرار الشخصية للفلاسفة. ترجمة :  محمد عبد الكريم يوسف كنت في ستيمنغ نيكرز في  شارع مكتبة المدينة، المقهى المفضل لدي. عندما أقول “أنا”، أعني بالطبع تلك الوحدة الموضوعية للإدراك والتي هيوعي إيمانويل كانط. أسميها “الوحدة الموضوعية للإدراك” لتسهيل الفهم. تساءل الشاب هيرمان، الذي كان يجلس مرة أخرى في الزاوية، عما إذاكان إيمانويل كانط سيحب فنجانا آخر من القهوة؟ أجبته: “بالإيجاب”،وذكَّرته: “لا تتصرف إلا وفقا للمبدأ الذي تريده أن يصبح قانونا عالميا”. فأجاب: «هذا مؤسف، فأنا أود أن أشتري لك فنجانا من القهوة؛ ولكننيالآن خائف من ذلك، لأن ذلك يعني أن كل شخص في العالم سيكونمجبرا على شراء فنجان من القهوة لك. ثم سألني: هل ترى طبق الكعكهناك؟ هل يمكنك تمريره لي من فضلك؟” لقد اضطررت إلى توبيخه على هذا الخطأ الفلسفي الأولي: “في الواقع،أرى طبق الكعك هذا، ولكن فقط بمعناه الاستثنائي. طبق الكعك طبقاسمي نومينال – طبق الكعك في حد ذاته (سيش) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *