قصيدة عاطلان عن العمل
قصيدة عاطلان عن العمل

قصيدة عاطلان عن العمل

“عاطلان عن العمل”

قصيدة : عوني شبيطة

قلت للشمس:

كلُ شئٍ على ما يرام

العتمةُ اندحَرت تماما

والليلُ صارَ صُبحا بهيجا لا ينطفئ ابداً ولا حتى لماما

لا عتم بعد الان يا صديقتي.. لا لَيل

قالت: اصبحت غربةً في وطني، اتسكعُ في السماء  كاني سائحةٌ اجنبيةٌ

حين صرت عاطلةً عن العَمل 

قلتُ: تعَالَي اذن، نحملُ ما تبقي لمُزنةٍ من وَقت

ونمضي نمسحُ غبارَ النُعاس عن حجرٍ على شاطئ حيفا

نشرب نبيذَنا اليومي على ايقاع سجعٍ يرددُهُ الموج 

ونُبحر في حلمٍ فوضوي، رَخّي،  ثَمِل

حِناءُ سماءُنا حناء

وهذي السكينةُ عَسل

فاقرأي ليَ الجَوزاء كي اقرأَ لكِ برج الحَمل

قالت: ارى الابراجَ طافحةً بالحب والشعر

وطافحةً  بالحظِ والامل

ما الحب ؟

قلت : لن أُعيد شرحَ قصائد الغزل العتيقةِ  ولا “طوق الحمامة”

قد اقولُ كعاشقٍ مُتدربٍ: الحب هو الاثرُ الرقيق هو الومض الخفيق

والرعشُ الشفيق في طوايا القلب

او ما قد يقولُ عالمٌ في الطب

لولا الحُب لكان القلب جهازَ ضَبطٍ في غرفة الانعاش مُهمَل

ليس اكثر ولا اقل

قالت: وما الشعر

قلت: لن اسأل  جنيّ “ابن الرومي”  او “ايراتو”

ما الكنايةُ  ما المجاز

ما البحورُ وما الرَوِي

في الشعرِ الفُ مدرسةٍ  ورأي

لولا الشعر لانكسرَ الكلامُ والكلمات تبعثرت في الارجاء كالزوان

 ولسقط المعنى كسربِ نملٍ في ضباب  اللامعنى

فالشعرُ قد يكون وردَ الكلامِ في دروبِ النحل

او يكون إبن اللغة الشَقي، في الجهر تأنبهُ الامُ الفخورةُ متغاضبةً

 “عد الى رشدِك يا بُني”

وفي السرِ لم يزَل على صدرِها الطفلَ المُدلل

قالت: وما الحظُ

قلت: ان نكونَ كما نحنُ الآنَ عاطلينَ عن العمل

نحملُ ما تبقي لمُزنةٍ من وقت

ونمضي نمسحُ غبارَ النعاس عن حجرٍ على شاطئ حيفا

نشرب نبيذَنا اليومي، على إيقاع سجعٍ يرددُهُ الموج

ونُبحر في حُلم فوضوي، رخّي،  ثَمِل

تقرئينَ لي الجوزاء

واقرأ لكِ بُرجَ الحَمل

قالت: وما الامَل

قلت: ليسَ ان يقفَ الزمانُ على تُخوم اريجِ نرجسِنا

ولكن ان لا يسيرَ على عَجل

كي تقرأي ، كلما مرَّ هدهدٌ، ليَ الجَوزاء 

واقرأَ  لكِ  برجَ الحَمل

اعلن على موقع بصراوي

عن عوني شبيطة

الكاتب الفلسطيني: عوني عبد الفتاح شبيطة - مواليد السادس من حزيزان يونيو ١٩٥٦ - مكان الميلاد: الطيره المثلث فلسطين - العنوان الحالي: هامبورغ ألمانيا التخصص الجامعي: تربيه وعمل اجتماعي - التخصص الأدبي: شعر، ولي بعض التجارب المسرحيه

شاهد أيضاً

استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق

استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق مقال : محمد حسين العبوسي / مدافع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *