السندباد
بقلم : عوني شبيطة
على ضَفة “الإِلبي”* رأيتُ السندبادَ مُتكِئا على حَجرٍ
قُلتُ: سيدُ الأسفار في برد الشَمال !
ــ قدرُ المُسافر يا بُني
قُلتُ: عَلى سَفرٍ أنتَ أم مَنفِي!
ــ لا فرق في هذا الزَمان
قُلتُ: اتحِنُ لدجلةَ
ــ بربكَ أهذا سؤال !
قُلتُ: هُنا البَحرُ أيضاً
ــ ليسَ البِحارُ كَدجلَةَ
قُلتُ: ألا من بساطِ رِيحٍ يَحملُكَ إليها !
الى بغداد
ــ بلى
قُلتُ: متى
ــ حينَ يرحَلُ الموتُ عَنها مَهزوماً ذَليلا
قُلتُ: هل سَيرحَل
ــ لا بُدَّ أن يَرحَل
ــ لا بُدَّ ان يَرحَل
ويعودُ العِراقُ
كَما العِراق
قَشيباً مثلَ ” روض” البُحتُري
مَنيعاً “كبائية” الطائِي
رادِعاَ مثلَ ابيات أبي العتاهِيَةِ
واضِحاً وُضوح كَأس النواسي إبنِ هانئ
عاشقاً كأُذن بَشار الضَرير
شامخاً كالمُتنبي
مُجَدِداَ مُتَجَدِداً كشاكر السيابِ
جريئاً كالنّواب
ثم اردف منشداً
بغدادُ بغداد يا بغداد
يا قَصيدةَ الشُعراء
سيدة البلاد
“سيعودُ اليكِ الشِعرُ هُدهدةً
يُردِد في رَفهٍ وفي عَللِ
لحنَ الحياةِ رَخيا غَير ملحون”**
قلت في نفسي : كن شاعرا لتصبحَ عراقياً يا صاحبي***
* نهر في شمال المانيا
**من قصيدة الجواهري( يا دجلة الخير) بتصرف
*** محمود درويش بتصرف