فلسفة حياة
فلسفة حياة

فلسفة حياة

بقلم الكاتب علي الحسيني 

جلست أتامل في أحوال الناس وكأنه فلم سينمائي يعرض لي…… 
وكأني في عالم آخر أنظر إلى ذلك الرجل الذي يُقتل هنا وتلك المرأة التي تنوح وتبكي على زوجها وأطفالها حولها يبكون فزعاً من هول هذا الموقف الرهيب ….أحداث تتكرر هنا وهناك على مرأى ومسمع الجميع وكأننا في غابة والكل يبحث عن البقاء هذا يقتل ليشرع الأحكام وذاك يقتل لأجل السلطة وذاك يقتل لأجل لقمة العيش …..
فوضى عارمة نعيشها اليوم في ضل هذه الحكومات الوضعية التي ما سأمت تنهب وتقتل من أجل البقاء ورحلة الخلود الأزلي…..
إنها رحلة شاقة وطويلة وكأنها رحلت البحث عن الحياة الأبدية التي لا يزال الإنسان يبحث عنها 
وتلك الفكرة التي ولد من أجلها وهي الخــــــلـود 
الخلود تلك الكلمة التي تحمل الكثير من المعاني والكثير من الأسى
أرى الناس يقتتلون هنا وهناك بحثاً عنها ربما لم يعوا أنهم غافلين عن مكنونها 
يبحثون في صيرورتها فلا يجدون غير الفناء  
فقدوا في هذه الحياة أجمل شيء ….وهو الروح 
وهي كيفيه إدراكهم أن الأشياء التي حولهم هي من صنع شيء عظيم لم يفهموا ماهيته
بل لم يعلموا أن كل الأشياء التي نراها هي من صنعه
إنها معنى الروح التي تتجسد بأن كل الاشياء التي حولنا هي مخلوقة لخالق 
وأن هذا الخالق هو أزلي واجب الوجود
أنا على يقين أن هناك القليل من أدرك هذه الصلة 
وفهم هذا المعنى للأشياء 
وعلم أن الحياة ما هي الّا فكرة وهي أن نعمل فيها لشيء أهم وهي الخلود الأبدي 
وهؤلاء هم من كتبوا لنا كيفية توثيق هذه الصلة بين الخالق والمخلوق 
وأن الحياة لا بد أن تسير وفق أحكام خاصة لم تكن من صنع الانسان 
اذ كيف يؤصل لنا أحكاماً من هو عاجز عنها…؟؟؟ 
كيف يضع التشريعات وهو ناقص ومحتاج….؟؟؟ 
فكان لابد أن ندرك أن من يشرع الأحكام هو ذلك الخالق لنا، فهو من خلقنا وعلم ما نحتاجه في هذه الحياة الدنيا 
إلا أن الإنسان بجهلة لم يعي هذه الفكرة وبدأ يضع التشريعات لنفسه وهنا بدأت معاناتنا 
أصبحنا في شقاء وضياع ما بين تشريعات هذا وذاك 
فقدنا تلك الروح التي كانت سبب سعادتنا 
وهي إدراكنا أن هذه الاشياء مخلوقة لخالق 
وأن الخالق هو من أوجدها لنا لإسعادنا وأن نحيا بهذه الحياة لأجل شيء آخر وهو الخلود ……
ولكن ليس هنا على الارض ولكن هناك حيث يدور تفكيرنا وما عشنا من اجله وهي جنة الخلد 
فلسفة من وضع الخالق، تقر اننا هنا في امتحان عصيب 
نعيش وكل شيء متوفر لنا كل شيء يحقق لنا المتع الجسدية الفانية 
فلا يوجد أجمل من التقاء رجل وإمرأة يمارسون غريزة النوع ويشبعونها 
ولا يوجد هناك أجمل من أن تمتلك المال لتشتري به كل ما يمتع الإنسان في هذه الحياة لتشبع غريزة التملك
ثم تنصرف لتعبد ما تراه مناسباً لك لتشبع غريزة التدين
لكننا نقف لبرهة نتأمل في كيفية حصول هذه المتع الفانية 
فلو التقى الرجل بأي امرأة كانت….. وأشبعوا غرائزهم بأي كيفية شاء 
هنا أصبحنا لا نختلف عن بقية المخلوقات التي حولنا 
فنحن نرى الحيوانات تقوم بهذا الإشباع وتحصل عليه بطريقة أو بأخرى 
ولو إمتلكنا اي شيء حولنا بأي طريقة نشاء فهل أصبح هذا ملكاً لنا…؟؟!! 
وإذا عبدنا ما نشاء من المخلوقات فهل وصلنا إلى ما نريد، إشباع لغريزة التدين فينا….؟؟! 
فهل بإشباعنا هذا لكل غرائزنا تكون قد حصلنا على الطمأنينة التامة والسعادة الدائمة ….؟؟؟؟!!!!
وماذا بعد …..؟؟؟؟
هل نرتضي أن نعيش هكذا كسائر المخلوقات…؟
ما سر خلقنا إذن ….!!!
لماذا وجِد لدينا العقل الذي مَيزنا عن غيرنا من سائر المخلوقات …؟؟
لماذا أنزل الكتب السماوية ليعلمنا كيفية إشباع غرائزنا….
لو اطلقنا العنان لغرائزنا لأصبحنا مثل هذه الدواب لا عقول لنا كي نتأمل ما حولنا 
إذن لا بد من أوجد لنا العقل وجعلة مناطاً لنا لتكليفنا …وجعلة الحكم على أفعالنا وأنزل لنا التشريعات
وجعل العقل للتأمل والتفكر، هو من خلقنا من العدم وهو من يجب أن نسير في هذه الحياة الدنيا وفق أحكامه ومنهاجه
وهنا لا بد لنا أن نصحوا من غفلتنا ونعلم أن علينا أن نسيّر أعمالنا في هذه الحياة وفق ما أراد لنا خالقنا 
وأن كل الأشياء التي خُلقت لنا هي من أجل إسعادنا ….وأن سبب هذه السعادة في إدراك صلتنا بالله عزوجل.
الكاتب علي الحسيني 

اعلن على موقع بصراوي

عن علي الحسيني

شاهد أيضاً

استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق

استغراب المواطنين من إغلاق السفارة الدنماركية في العراق مقال : محمد حسين العبوسي / مدافع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *