البصرة – بصراوي:
إعداد: محمد حسين العبوسي – رئيس منظمة الشباب العربي
يشهد العراق خلال السنوات الأخيرة تحولاً تدريجياً في أنماط التعامل المالي، مع توسّع الاعتماد على خدمات الدفع الإلكتروني والمصارف الرقمية، وهو تحول لا يقتصر على التقنية فقط، بل يمتد إلى تغيير ثقافة المجتمع وطريقة تفاعله مع مفاهيم الشمول المالي والتنمية الاقتصادية الحديثة.
تحول ثقافي قبل أن يكون تقنياً
اعتاد المجتمع العراقي لعقود طويلة على استخدام النقد الورقي في كل تفاصيل الحياة اليومية، من الرواتب إلى التسوق. غير أن التطور التكنولوجي وازدياد انتشار الإنترنت والهواتف الذكية دفع الأفراد تدريجياً نحو الاعتماد على المعاملات الرقمية. هذا التحول يُعد بداية ثورة مالية جديدة تمهد لبناء اقتصاد شفاف ومنظم وأكثر كفاءة.
مشروع ثقافة الدفع الإلكتروني.. تجربة ميدانية رائدة
في هذا السياق، نفذت منظمة الشباب العربي خلال عام كامل مشروعاً وطنياً بعنوان “ثقافة الدفع الإلكتروني”، استهدف تعزيز الوعي المجتمعي بمفهوم الشمول المالي وتشجيع المواطنين على استخدام المحافظ الإلكترونية. شمل المشروع تنظيم 10 ورش تدريبية في مختلف المحافظات العراقية، من بينها البصرة وأربيل وواسط ودهوك، بمشاركة أكثر من 800 شاب وشابة من منظمات المجتمع المدني والجامعات.
من المعرفة إلى التطبيق
لم يقتصر المشروع على الجانب النظري، بل انتقل إلى التطبيق العملي؛ حيث قام المشاركون بإطلاق مبادرات توعوية ميدانية في أحيائهم ومدنهم لتعريف الناس بطريقة استخدام المحافظ الإلكترونية مثل زين كاش وآسياسيل موني، وشرح فوائدها في تسديد الفواتير، وتحويل الأموال، والتسوق عبر الإنترنت.
الشباب يقودون التحول المالي
أثبتت التجربة أن الشباب العراقي قادر على أن يكون في مقدمة التحول الرقمي، ليس كمستهلك فقط، بل كمحرك رئيسي في نشر ثقافة الوعي المالي. وأكدت المنظمة أن نجاح المشروع جاء بفضل روح العمل الجماعي، ودعم المؤسسات المحلية، والإيمان بأن الاقتصاد الرقمي هو الطريق الأمثل لمستقبل مستقر ومزدهر.
فوائد مجتمعية واسعة
أظهر تقييم المشروع أن المشاركين لاحظوا تحسناً واضحاً في سرعة المعاملات، وتقليل التعامل بالنقد الورقي، إضافة إلى زيادة الثقة في المؤسسات المصرفية. كما أن اعتماد الدفع الإلكتروني ساهم في تقليل الأخطاء المالية، وتسهيل إجراءات البيع والشراء، وخلق فرص عمل جديدة في مجال التكنولوجيا المالية.
رأي موقع بصراوي
يرى موقع بصراوي أن تجربة منظمة الشباب العربي تمثل نموذجاً وطنياً رائداً في تحويل ثقافة المجتمع من النقد إلى الرقمنة، وأن استمرار مثل هذه المبادرات يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتوسيع قاعدة الشمول المالي، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي تمتلك طاقات شبابية واعدة قادرة على قيادة مستقبل العراق الرقمي.





تعليقات
0